الأحد، 3 يونيو 2012

إن الوقت متسع

مِن أصدق ما قرأت عن الاختبارات .. كلام فضيلة الشيخ علي الطنطاوي



يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه مع الناس ،
في مقالة عنونها بقوله : إلى الطلاب .



زرت من أيام صديقاً لي قبيل المغرب فجاء ولده يسلم علي وهو مصفر اللون باديَ الضّعف ,
فقلت خيراً إن شاء الله ؟
قال أبوه :مابه من شيء ولكنه كان نائماً
قلت: وماله ينام غير وقت المنام ؟
قال :ليسهر في الليل,إنه يبقى ساهراً كل ليلة إلى الساعة الثانية.
قلت : ولم ؟ قال :يستعد للامتحان .

قلت أعوذ بالله !
هذا أقصر طرق الوصول إلى السقوط في الامتحان .
لقد دخلت خلال دراستي امتحانات لا أحصي عددها فما سقطت في واحد منها
بل كنت فيها كلها من المجلين السابقين
وما سهرت من أجلها ساعة بل كنت أنام أيام الامتحان أكثر مما أنام في غيرها .

فعجب الولد وقال :تنام أكثر؟
قلت نعم , وهل إلا هذا .

أفرأيت رياضياً , ملاكماً أو مصارعاً يهد جسده ليالي المباراة بالسهر ,
أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قوياً نشيطاً ؟

قال:والوقت؟
قلت : إن الوقت متسع ,
وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت مستريح
تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرأ وأنت تعبان نعسان تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.

قال:إن كانت هذه النصيحة الأولى فما الثانية ؟

قلت أن تعرف نفسك أولاً , ثم تعرف كيف تقرأ ؟؟
فإن من الطلاب من هو بصري؛
يكاد يذكر في الامتحان صفحة الكتاب و مكان المسألة منها ,
ومنهم من هو سمعي
يذكر رنة صوت الأستاذ .


فإن كنت من أهل البصر فادرس وحدك ,
وإن كنت من أهل السمع فادرس مع رفيق لك مثلك واجعله يقرأ عليك .


قال : وكيف أعرف نفسي؟

قلت : أنا أكتب عشر كلمات لا رابطة فيها (مثل : كتاب مئذنة , سبعة عشر, هارون الرشيد ... )
وأقرؤها عليك مرة واحدة ثم تكتب أنت ما حفظته منها.
وأكتب مثلها وأطلعك عليها لحظة وتكتب ما حفظته منها .
فإن حفظت بالسمع أكثر فأنت سمعي وإلا فأنت بصري.

قال والنصيحة الثالثة؟

قلت أن تجعل للدراسة برنامجاً تراعي فيه تنوع الدروس .
وأحسن طريقة وجدتها للقراءة أن تمر أولاً على الكتاب كله مراً سريعاً


جميل ويستحق الارسال تزامناً مع وقت اختباراتنا
بالتوفيق لجميع ابنائنا وبناتنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق